Notification

×

Iklan

Iklan

Kitab Kh Nur Rohmat Plangitan Pati

Minggu, 25 Mei 2025 | Mei 25, 2025 WIB | 0 Views Last Updated 2025-06-07T05:46:42Z

 


 



الدرر الرحمتية

في

شرح المنظومة الرحمتية

في سيرة شيخنا نور رحمة وجهوده العلمية والدعوية

 

اسم المؤلف

أبو هشام أحمد دحلان بن دامن الأزهري

تأليف:

علي غفران بن محمد فوزي الأزهري


حقوق الطبع والنشر (حقوق المؤلف)

الدرر الرحمتية في شرح منظومة رحمتية في سيرة نور رحمة

تأليف:

علي غفران بن محمد فوزي الأزهري

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

ومعهد الاستعانة، جزر جاوة - إندونيسيا

لا يجوز نسخ هذا الكتاب أو تصويره أو ترجمته أو نشره بأي وسيلة كانت،

إلا بإذن خطيّ من المؤلف أو إدارة المعهد.

الطبعة الأولى: 1446 هـ / 2025 م

مكان الطبع: مطبعة معهد الاستعانة – جاوة

رقم الإيداع: 2025-إن-رحمتية-001


رقم التصنيف: 297.63 (تصنيف داخلي)

ردمك / ISBN: 978-623-98765-01-3

طبع هذا الكتاب لأغراض التعليم والدعوة والتوثيق في بيئة المعاهد الشرعية.

نسأل الله أن يجعله علماً نافعاً، وعملاً متقبلاً، وصدقة جارية.


 

هذا الكتابُ شرحٌ وافٍ لمنظومة “رحمتية” التي نظمها الشيخ أبو هشام الأزهري

تخليدًا لسيرة الشيخ الجليل نور رحمة، رحمه الله،

وبيانًا لجهاده في ميدان التربية والتعليم والدعوة،

 ولا سيما من خلال تأسيسه لمعهد “الاستعانة” الذي كان نورًا للقرى والضعفاء،

ومأوىً لطلاب العلم من أبناء الفقراء.

وقد جاء هذا الشرح بلغةٍ تجمع بين البيان والروح، والعلم والدعاء،

بأسلوبٍ ميسرٍ يناسب أهلَ الفهم والذوق، راجيًا به الأجر والقبول.


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ للهِ الَّذي أكرمَنا بالعلمِ والعملِ، وشرَّفَنا بخدمةِ أهلِ الفضلِ والرسوخِ، وأصلي وأسلمُ على سيدنا محمدٍ، الذي بُعثَ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه أجمعين.

أمّا بعدُ:

فهذا شَرْحٌ مُتواضعٌ على منظومةِ رَحْمَتِيَّة، نظمَها الشيخُ الجليل أبو هشام الأزهري، تعريفًا بشيخنا ومربّينا نورِ رحمة، رحمه الله تعالى، وأعلى مقامه في عليين. وهي منظومةٌ موجزةٌ في بحر الرَّجَز، جمعت بين الترجمةِ الشخصيةِ، والدروسِ التربوية، والإشاراتِ الصوفية، والأمنياتِ الدعوية، فاستحقّت أن تُشرَح وتُبيَّن معانيها للعامةِ والخاصة.

وقدِ انتهجتُ في هذا الشرحِ منهجًا يجمعُ بين:

1.        البيان اللغوي: من حيث الإعراب، والبلاغة، واختيار الألفاظ.

2.        الشرح المعنوي: بما يشير إلى حياةِ الشيخ، ومنهجه في العلمِ والعملِ.

3.        الإشارات التربوية: فيما يتعلق بآدابِ طالب العلم، وصفاتِ المعلم، ومقاصدِ الدعوة.

4.        التوثيق العلمي: من خلال الإشارة إلى الآيات، والأحاديث، وأقوال أهل العلم، كلّما اقتضى المقام.

وقد سُمّيت هذه المنظومة بـ “رحمتية”، تيمّنًا باسمِ الشيخ الجليل، وبما فيها من إشراقات الرحمة في العلم والسلوك والدعوة، كما أنَّه أطلقَ على معهدِه اسم “الاستعانة”، اقتباسًا من قوله تعالى:

﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ [البقرة: 45]

إشارةً إلى أنّ هذا المعهدَ هو بابُ نجدةٍ واستعانةٍ لكلِّ من ضاقت به السبل، خاصّةً من أبناء القرى، والفقراء، وطلاب العلمِ الذين قلَّت حيلتُهم، فعسى أن يكون هذا النورُ بدايةَ فرجٍ، ومددًا من السماء.

وأسألُ الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يُلحقنا بركب الصالحين، وأن يباركَ في هذه المنظومةِ ومقاصدِها، ويجعلَها في ميزانِ حسنات الشيخ الناظم والشيخ المنظوم له، وكل من سعى في نشر العلم والدين.

وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.


لمحاتٌ من حياة الشيخ نور رحمة رحمه الله تعالى

( سيرة مربيٍّ صالحٍ، جمع بين السلوك والدعوة وخدمة الوطن ).

الاسم والنسب والمولد والنشأة

هو العارفُ بالله، المربِّي الكامل، والداعيةُ العامل، الشيخُ الجليل نور رحمة بن كياي مسكوري بن كياي سراج بن كياي محيي الدين – رحمهم الله تعالى أجمعين –، أحد أعلام أهل التربية والسلوك في القرن الخامس عشر الهجري، وأحد المصلحين الصادقين الذين جمعوا بين التربية الروحية، والخدمة المجتمعية، والغيرة الوطنية.

وُلد في صباح يوم الاثنين، الموافق الثالث والعشرين من شهر مايو سنة 1959م، في قريةٍ متواضعةٍ تُعرف بـلاندوه، التابعة لمنطقة كاين، إقليم باتي، جاوى الوسطى، وهي بلدة مباركة خرج منها عدد من أهل العلم والدعوة.

نشأ – رحمه الله – في أحضان أسرة كريمة، ذات أصل دينيٍّ عريق، مشهورة بالصلاح وحب العلم، فغُذِّي منذ نعومة أظفاره على حب الله ورسوله، وتمتّع بذكاءٍ مبكّرٍ، وصفاء فطرةٍ، ونفسٍ توّاقةٍ إلى الكمالات.

وكان والده كياي مسكوري – رحمه الله – من أهل الغيرة الدينية، فحرص على تنشئة ولده في بيئةٍ نقيةٍ بعيدةٍ عن التيارات الفكرية المنحرفة التي بدأت تتسلل إلى مناهج المدارس النظامية في تلك الفترة.

ولما لاحظ والده أن بعض المواد التعليمية آنذاك قد أُدرج فيها ما يُخالف عقيدة أهل السنة، اتخذ القرار بنقل فلذة كبده إلى بيئة علمية أصيلة، حفاظًا على الفطرة، ووفاءً بحق التربية الشرعية.

ومن هنا بدأت رحلته في ميدان العلم والمعرفة، والتي ستثمر لاحقًا ولادةَ رجلٍ ربانيٍّ، قلّ أن يجود الزمان بمثله.

مرحلة الطفولة والتعليم الأولي

درس في مدرسة حكومية بقرية كاين، وفي زمنه كانت المناهج التعليمية متأثرة بالأفكار القومية الاشتراكية التي تخالف العقيدة الإسلامية.

حين علم والده بذلك، سارع إلى نقله إلى المعاهد الإسلامية في مدينة لاَسِيم (Lasem)، التي كانت معقلًا للعلماء وطلبة العلم.

 

التحصيل العلمي والمشيخة

التحق الشيخ بعدة معاهد ومجالس علمية، وتلقى العلم على يد عدد من العلماء، منهم:

             الشيخ فتح الرحمن، في معهد نايل النجاح – لاَسِيم

             الشيخ عبد الرحيم، في معهد الفخرية – لاَسِيم

             الشيخ منصور خليل، في معهد النور – لاَسِيم

ورغم انشغاله فيما بعد بخدمة الدولة في السلك العسكري، واصل رحلته العلمية، فدرس على أيدي كبار العلماء في جاوى:

             الشيخ دِمياتى رويس، معهد الفضل والفضيلة – كندال

             الشيخ عمر فاروق والشيخ فقيه إمام، معهد MIS – سارانغ

             الشيخ أحمد، سولو كينونغو – سيدان

             الشيخ عبد الرحمن بدوي، مرنغن.

الطريقة والتصوف

تربّى الشيخ على الطريقة القادرية النقشبندية، وتلقى فيها الإجازة، وسار على منهج السلوك الصحيح والتزكية بضوابط الشريعة.

وقد عُرف بدماثة خلقه، وصفاء قلبه، وحرصه على الجمع بين العبادة والعمل، وبين الخلوة والمجتمع.

العمل في الشرطة وخدمة الدولة

في سنة 1979م، تم قبوله في وحدة بريمو، كابلوك – سمارانغ، وبدأ الدعوة في وسط جهاز الشرطة.

ثم شارك في:

             عملية سيروجا في تيمور الشرقية (1982م) لمدة 13 شهرًا

             عملية “الشبكة الحمراء” في آتشيه (1990م)

ثم خدم في:

             بريمو سروندول – سمارانغ

             شرطة ولاية باتي (Polwil Pati)

             وأخيرًا بريمو باتي منذ 2008 حتى تقاعده برتبة بريغادير

رغم عمله الرسمي، كان يُعرف في أوساطه بكثرة الذكر والصلاة، وحرصه على حضور مجالس العلم.

تأسيس معهد الاستعانة

في سنة 1993م، أسس الشيخ معهد الاستعانة الإسلامي , قرية بلنغيتان – باتي، وقد بدأ البناء مع عشرة طلاب متطوعين، وأقام نواة بيئة علمية وروحية متكاملة.

كان شعار المعهد مستمدًا من قوله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ [البقرة: ٤٥]

وقد جعل الشيخ من المعهد:

             مأوى للفقراء

             مدرسة للعلوم الشرعية

             مركزًا للتزكية والدعوة

             محضنًا لأبناء القرى النائية

الصفات والمكانة

كان الشيخ نور رحمة – رحمه الله –:

             بسيطًا في مظهره، قويًّا في روحه

             صادقًا في خدمته، زاهدًا في دنياه

             محبًّا للوطن، حريصًا على وحدة الأمة

             جامعًا بين العلم والدعوة، وبين التربية والخدمة

لقّبه الناس بـ**“مباه نور”**، لما رأوا فيه من إشراق الروح وصفاء القلب.

أسرته الكريمة

تزوج بالسيدة الفاضلة بوجي أستوتي، وكان لها دور محوري في دعم مسيرته التربوية.

رُزق منها بأربعة أبناء:

1.      إمام شعراني

2.      ماريا أُلفة

3.      رهسنا نور فضيلة

4.      فاطمة ريسديانا

الوفاة

في يوم الجمعة، ١٦ فبراير سنة ٢٠١٨م، توفي الشيخ في بيته بمعهد الاستعانة، بعد حياة حافلة بالدعوة والجهاد.

وقبل وفاته بساعات، استقبل النائب البرلماني فرمان سوباجيو، وتحدثا حول مشاريع دعم وتمكين التعليم في المعاهد الإسلامية، وكانت تلك من آخر وصاياه.

الخاتمة

لقد جمع الشيخ نور رحمة – رحمه الله – بين: نور العلم، صدق الخدمة ، سلوك التزكية ، غيرة الوطن ، دعوة الحكمة.

فرحمه الله رحمة واسعة، ورفع مقامه، ونفعنا بعلمه وسيرته، وجعل ذريته في طريق النور والخير.


أَلَا يَا نَاسُ إِنَّ الْحَمْدَ وَالثَّنَا      لِلَّذِي نُورًا وَرَحْمَةً أَوْجَدَا


الشَّرْح:

·      أَلَا: أداة تنبيه، تُستعمل لجذب ا لانتباه، ومثلها قوله تعالى: “أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ…”

·      يَا نَاسُ: نداء عام، فيه خطاب للبشر كافة، وهو أسلوب قرآني أيضًا.

·      إِنَّ الْحَمْدَ وَالثَّنَا: أي أن جميع المحامد والمدائح، بكل صورها اللفظية والمعنوية،

·      لِلَّذِي نُورًا وَرَحْمَةً أَوْجَدَا: هي لله سبحانه وتعالى، الذي أوجد النور والرحمة في الوجود.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

يقول الناظم: انتبهوا أيها الناس، فإن الحمد والثناء إنما يستحقه الله تعالى وحده، لأنه هو الذي خلق النور والرحمة، وهما أصل كل خير وبركة في هذا العالم.

 

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

·      الثناء على الله في افتتاح النظم إشارة إلى حسن الأدب مع الله، وهو دأب العلماء والأولياء في تصانيفهم.

·      “نُورًا وَرَحْمَةً” تحتمل إشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لقول الله تعالى: “قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ”[1] [المائدة: 15] “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ” [الأنبياء:107]

 


فَهُوَ مُوَحِّدٌ مَوْجُودٌ قَوِيًّا      رَحْمٰنُ رَحِيمٌ أَبَدًا سَرْمَدَا


الشَّرْح:

               فَهُوَ: الضمير يعود على “اللذي” في البيت السابق، أي: الله تعالى.

               مُوَحِّدٌ: أي يُوَحِّدُ نَفْسَهُ، أي يُفْرِدُ نَفْسَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَالْأُلُوهِيَّةِ، فهو الواحد الأحد الذي لا شريك له.

               مَوْجُودٌ: أي موجودٌ وجودًا حقيقيًا واجبًا لذاته، ليس كمثله شيء.

               قَوِيًّا: من أسماء الله الحسنى، قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ” [الحج: 40].

               رَحْمٰنُ رَحِيمٌ: صفتان من صفات الله الجليلة، تدلان على شمول رحمته وعظمتها.

               أَبَدًا سَرْمَدَا: توكيدان على دوام صفاته سبحانه، فـ”أبدًا” تعني: إلى ما لا نهاية، و”سرمدًا” تعني: دائم لا انقطاع له.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

الله سبحانه وتعالى هو الواحد الذي لا شريك له، الموجود بذاته، القوي في قدرته، الرحمن الرحيم في صفاته، وهذه الصفات ثابتة له أبديًا سرمديًا، لا تتغير ولا تزول.

 

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               هذه الأوصاف تؤكد كَمَالَ التَّوْحِيدِ، وهي من صميم العقيدة الإسلامية.

               قوله “قويًا” يدل على القدرة الكاملة التي لا يعجزها شيء.

               الجمع بين “الرحمن” و”الرحيم” جاء في بداية كل سورة من القرآن (عدا التوبة)، ليدل على سعة رحمة الله وشمولها في الدنيا والآخرة[2].


ثُمَّ عَلَى الْمُصْطَفَى اللَّهُ صَلَّى    خَيْرِ الْبَرِيَّةِ الْمُسَمَّى أَحْمَدَا


الشَّرْح:

               ثُمَّ: حرف عطف يفيد الترتيب مع التراخي، بعد ذكر الله وصفاته، ينتقل الناظم إلى الصلاة على نبيّه.

               عَلَى الْمُصْطَفَى: أي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، المُختار من بين الخلق، و”المصطفى” من أسمائه الشريفة.

               اللَّهُ صَلَّى: فعل الصلاة من الله على نبيه، معناها: الثناء عليه في الملأ الأعلى.

               خَيْرِ الْبَرِيَّةِ: أي أفضل المخلوقات، وهذا مأخوذ من قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ” [البينة: 7]، وقد فسّرها المفسرون بالنبي وأصحابه.

               الْمُسَمَّى أَحْمَدَا: أي الذي اسمه في السماء “أحمد”، كما جاء في قوله تعالى: “وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ” [الصف: 6][3].

 

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

ثم بعد الثناء على الله، يُصَلِّي الله تعالى على نبيه المختار محمد صلى الله عليه وسلم، الذي هو خير الخلق وأشرفهم، والمسمى في السماء “أحمد”.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               يتبع الناظم سُنَّةَ أهل العلم في الصلاة على النبي بعد ذكر الله، اقتداءً بالآية: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ…” [الأحزاب: 56].

               التسمية بـ”أحمد” فيها إشارة إلى البشارة النصرانية به، كما في إنجيل يوحنا[4].

               اختيار وصف “خَيْرِ الْبَرِيَّةِ” من ألفاظ القرآن يربط الناظم بالأسلوب القرآني مباشرة.

 


وَبَعْدُ فَاعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الْمَنْظُومَةَ    تَرْجَمَةٌ لِشَيْخِنَا نُورِ رَحْمَةَ


الشَّرْح:

               وَبَعْدُ: أسلوب مشهور في الخطب والكتب، يفيد الانتقال من المقدمة إلى صلب الموضوع.

               فَاعْلَمْ: فعل أمر للعلم، فيه تنبيه وتشويق.

               أَنَّ هَذِهِ الْمَنْظُومَةَ: أي أن هذا النظم أو القصيدة التي نقرؤها.

               تَرْجَمَةٌ: المقصود بها هنا: السيرة الذاتية أو النبذة التعريفية. وهو اصطلاح شائع في كتب التراجم، مثل سير أعلام النبلاء للذهبي[5].

               لِشَيْخِنَا نُورِ رَحْمَةَ: أي تتكلم هذه المنظومة عن سيرة شيخنا الجليل المعروف   بـ”نور رحمة”، وهو محور المنظومة.

 

 

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

وبعد هذه المقدمة التي ابتدأتُها بالحمد والصلاة على النبي، اعلم أن هذه المنظومة ما هي إلا سيرة منظومة لشيخنا المبارك نور رحمة، حفظه الله.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               استعمال “وبعد” ثم “فاعلم” يدل على الأسلوب العلمي المتبع في التأليف والخطابة[6].

               ذكر الناظم أن الغرض من النظم هو توثيق سيرة الشيخ، مما يدخل في أدب الوفاء والاعتراف بالفضل.

               مصطلح “ترجمة” بهذا المعنى شائع عند العلماء.

 


فَهُوَ وَلِيٌّ رَبَّانِيٌّ عَلَّامَةٌ      شُرْطِيٌّ وَطَنِيٌّ وَفَهَّامَةٌ


الشَّرْح:

               فَهُوَ: الضمير يعود على “شيخنا نور رحمة”.

               وَلِيٌّ: أي وليٌّ لله، من أوليائه الصالحين، الذين قال الله فيهم: “أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ…” [يونس: 62][7].

               رَبَّانِيٌّ: العالم الذي ربّ نفسه وطلابه بالعلم والعمل؛ قال ابن عباس: كونوا ربانيين أي: حكماء علماء حلماء[8].

               عَلَّامَةٌ: صيغة مبالغة من “عالم”، تدل على سعة العلم وكثرته.

               شُرْطِيٌّ: أي عمل في مجال الشرطة أو الأمن، دليل على خدمته في الميدان الوطني.

               وَطَنِيٌّ: وطنيُّ الانتماء، يحب بلده ويخدمه.

               فَهَّامَةٌ: من الفهم، صيغة مبالغة، أي شديد الفهم، ذكيّ الفطرة، واسع المدارك.

 

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

شيخنا نور رحمة هو ولي من أولياء الله، عارف بالله، كثير العلم، جمع بين العبادة والعلم والخدمة الوطنية، يتميز بالذكاء والفهم العميق.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               الجمع بين “وَلِيّ” و”رَبَّانِيّ” و”عَلَّامَة” يشير إلى توازن الشيخ بين العلم والسلوك.

               إشارة إلى خلفيته النظامية (الشرطية)، مما يُظهر أن الولاية لا تتناقض مع الانخراط في العمل الرسمي.

               وصفه بـ”وطني” فيه تأكيد على حب الوطن والالتزام بخدمته، وهو من أصول الأخلاق الإسلامية.


وُلِدَ فِي الْعِشْرِينَ زِدْ ثَلَاثَةَ    مِنْ مَايُو تِسْعَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةَ


الشَّرْح:

               وُلِدَ: أي كانت ولادته، والضمير عائد على شيخنا “نور رحمة”.

               فِي الْعِشْرِينَ زِدْ ثَلَاثَةَ: أي في اليوم الثالث والعشرين (23) .

               مِنْ مَايُو: الشهر الخامس من السنة الميلادية، الموافق تقريبًا شهر جمادى الآخرة أو رجب بحسب التقويم القمري.

               تِسْعَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةَ: سنة 1959 م.

 

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

وُلد شيخنا الجليل نور رحمة رحمه الله في اليوم الثالث والعشرين من شهر مايو، عام 1959 ميلاديًا، وهي معلومة تاريخية دقيقة ضمن ترجمته المباركة.

 

 

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               تحديد تاريخ الميلاد بدقة يضفي صبغة توثيقية على المنظومة، مما يُظهر عناية الناظم بالتأريخ[9].

               إدخال التقويم الميلادي في نظم عربي ديني يدل على مرونة التعبير ومراعاة السياق الزمني المعاصر.


فَكَايِنْ بَاطِي مَكَانَ الْوِلَادَةِ    مِنْ أُسْرَةٍ أَحْسَابُهَا قَوِيَّةُ


الشَّرْح:

               «فَكَايِنْ»: كلمةٌ جاويَّةٌ، ليست من الفصيحِ العربيِّ، المرادَ بها هنا اسمُ ناحيةٍ تُعرَفُ في جاوةَ الوسطى بـ**كايِن”** ، وهي ناحيةٌ إداريَّةٌ أو بلدةٌ تتبعُ لمستوى إدارى.

               «بَاطِي»: فهي أيضًا لفظةٌ جاويَّةٌ، تُستعمَلُ في بعضِ المواضعِ بمعنى «الموت»، لكنَّها هنا اسمُ مِقاطعةٍ كبرى تُعرَفُ بـ**باتي”** ، وهي : محافظةٌ من محافظاتِ جاوةَ الوسطى.

               مَكَانَ الْوِلَادَةِ: أي الموضع الذي وُلِد فيه شيخنا نور رحمة.

               مِنْ أُسْرَةٍ: أي ينتمي إلى عائلة أو بيت.

               أَحْسَابُهَا قَوِيَّةُ: جمع “حسب”، أي الشرف والكرامة والرفعة، والمعنى: أن نسبه من عائلة ذات حسب وشرف.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

كان مولد شيخنا نور رحمة في كاين باطي جاوي الوسطي مكان يعود إلى أسرة ذات حسب ونسب رفيع، مشهورة بالقوة والشرف والمكانة في المجتمع.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               استخدام ألفاظ جاوية وسط النظم العربي فيه دلالة على مزج ثقافي مقصود، يعكس هوية الناظم والشيخ.

               الإشارة إلى الحسب تعني أن الناظم يُرَكِّز على الجانب الأسري والاجتماعي للشيخ، كما هو معتاد في كتب التراجم[10].

               الاهتمام بالنسب والحسب من سنن العلماء عند الترجمة لأهل الفضل[11].


شَافِعِيٌّ فِي الْفِقْهِ وَالْعَقِيدَةِ    أَشْعَرِيٌّ صُوفِيٌّ فِي الطَّرِيقَةِ


الشَّرْح:

               شَافِعِيٌّ: أي يتبع الإمام الشافعي في الفقه، وهو أحد الأئمة الأربعة المشهورين، صاحب المذهب المنتشر في معظم مناطق جنوب شرق آسيا.

               فِي الْفِقْهِ وَالْعَقِيدَةِ: أي في فروع الدين (العبادات والمعاملات) وكذلك في أصول الدين (الإيمان).

               ملاحظة: مذهب الشافعي في العقيدة عمومًا لا يخالف الأشاعرة، ولذلك يُفَسَّر هنا بأن منهجه العقدي أشعري.

               أَشْعَرِيٌّ: نسبة إلى الإمام أبي الحسن الأشعري (ت 324هـ)، إمام أهل السنة في العقائد، وهو المذهب العقدي المنتشر بين علماء الشافعية[12].

               صُوفِيٌّ فِي الطَّرِيقَةِ: أي من أهل التصوف السُّنِّي، المتبعين للزهد والتربية الروحية، وفق منهج سليم غير مبتدع[13].

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

شيخنا نور رحمة يتبع المذهب الشافعي في الفقه والعقيدة، ويتمذهب أيضًا في العقيدة بطريقة أشعرية، ويسلك منهج التصوف الصحيح في سلوكه وتزكيته لنفسه.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               هذا البيت يُثْبِتُ أن الشيخ يجمع بين العقيدة الصحيحة، الفقه المتين، والسلوك الروحي، وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة عبر القرون.

               الجمع بين “الشافعي” و”الأشعري” و”الصوفي” هو ما يُسمى في التقليد السنّي بـ”الثلاثيّة العلمية”: فقه، عقيدة، وسلوك[14].


تَابِعٌ لِشُيُوخِهِ الصُّوفِيَّةِ    حَمَلَةِ الرَّايَةِ وَالْإِضَاءَةِ


الشَّرْح:

               تَابِعٌ: أي سالك على نهج.

               لِشُيُوخِهِ الصُّوفِيَّةِ: أي شيوخه في التصوف، الذين تلقى عنهم الطريقة والسلوك، وهم أهل التربية الروحية والزهد.

               حَمَلَةِ الرَّايَةِ: أي الذين يحملون راية التصوف الصحيح، كما يحمل القادة الرايات في المعارك؛ إشارة إلى أنهم روّاد في ميدان التزكية[15].

               وَالْإِضَاءَةِ: المقصود: الهداية والنور، أي أنهم أنوار يُهتدى بهم، وهم ينيرون الطريق لغيرهم في السير إلى الله.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

كان شيخنا نور رحمة ملتزمًا بطريق شيوخه الصوفية، الذين يُعَدُّون قادة وأعلامًا في ميدان التربية الروحية، فهم حملة راية الطريقة وأصحاب نور الهداية.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               البيت يشير إلى أدب التلمذة الصوفية، إذ لا يكون المريد صوفيًا إلا باتباع شيخٍ متحقق.

               وصف الشيوخ بأنهم “حملة الراية والإضاءة” يعكس احترام الناظم للمنهج الصوفي وضوابطه، لا مجرد التصوف النظري.


فَكَانَ مُرْشِدًا فِي الْقَادِرِيَّةِ     نَقْشَبَنْدِيَّةٍ أَصْحَابِ الْوِلَايَةِ


الشَّرْح:

               فَكَانَ مُرْشِدًا: أي أصبح مرشدًا ومربيًا، يُرشِد المريدين في طريق الله، بعد تحققه واستجازته من شيوخه.

               فِي الْقَادِرِيَّةِ: أي الطريقة القادرية، وهي طريقة صوفية عظيمة تنسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله، مشهورة بالعلم والزهد والتقوى[16].

               نَقْشَبَنْدِيَّةٍ: الطريقة النقشبندية، وتنسب إلى الشيخ بهاء الدين نقشبند، وهي من الطرق المعتمدة السُّنية، تُعرف بالاهتمام بالذكر الخفي والانضباط بالشريعة[17].

               أَصْحَابِ الْوِلَايَةِ: أي أهل الله الذين بلغوا مقام الولاية، كما قال تعالى: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ… [يونس: 62].

 

 

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

كان شيخنا نور رحمة مرشدًا معتمدًا في طريقتين عظيمتين من طرق التصوف السني، وهما القادرية والنقشبندية، وكان من أهل الولاية والتمكين الروحي.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               الجمع بين الطريقتين القادرية والنقشبندية يدل على سَعة الإجازة الصوفية للشيخ، وتنوع مصادره في التربية[18].

               كونه “مرشدًا” يبين أنه لم يكن مجرد تابع، بل مربٍّ وموجِّه للناس، وقد بلغ مقام الإرشاد بإذن مشايخه.

               “أصحاب الولاية” تعني أنه ومن يتبعه يُرجى أن يكونوا من أولياء الله، الذين جمعوا بين الشريعة والحقيقة.


فَبُوجِي أَسْتُوتِي لَهُ الزَّوْجَةُ    لَهَا الْفَضْلُ وَالْجُودُ وَالْفَطَانَةُ


الشَّرْح:

               فَبُوجِي أَسْتُوتِي: اسم زوجة الشيخ نور رحمة – حفظه الله – . الناظم ذكر الاسم بوضوح، و”بوجي” هنا جزء من الاسم.

               لَهُ الزَّوْجَةُ: أي أن السيدة Puji Astuti كانت زوجته.

               لَهَا الْفَضْلُ: صاحبة فضل ومكانة.

               وَالْجُودُ: أي الكرم والسخاء، سواء مادي أو معنوي.

               وَالْفَطَانَةُ: الذكاء والنباهة وسرعة الفهم.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

أن الشيخ نور رحمة كان له زوجة فاضلة كريمة عاقلة، وهي السيدة Puji Astuti، وقد ظهرت آثار فضلها وفطنتها في مسيرته الدعوية والعلمية.

 

 

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               إبراز أثر الزوجة الصالحة في حياة الرجل الصالح، وهو من تمام الوفاء والتقدير[19].

               تقديم ثلاث صفات (الفضل، الجود، الفطانة) يعطي صورة متوازنة للمرأة المثالية في البيت والعلم والدعوة.

               إدراج الاسم الصريح للزوجة مع المدح دليل على مقامها الرفيع واعتراف بفضلها، كما فعل بعض أهل العلم في تراجمهم[20].


وَلَهُ مِنَ الْأَوْلَادِ أَرْبَعَةٌ     ذَكَرٌ وَنِسْوَتُهُ ثَلَاثَةُ


الشَّرْح:

               وَلَهُ مِنَ الْأَوْلَادِ أَرْبَعَةٌ: أي أن عدد أولاده أربعة.

               ذَكَرٌ: واحد منهم ذكر.

               وَنِسْوَتُهُ ثَلَاثَةُ: أي ثلاث بنات.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

أن الشيخ نور رحمة رُزق بأربعة من الأولاد: ابن واحد وثلاث بنات، في إشارة إلى النعمة التي أنعم الله بها عليه في الذرية.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               ذكر الأولاد من باب إظهار نعمة الذرية، وهو جائز شرعًا إذا خالطه شكر لله[21].

               الترتيب في الذكر (ذكر ثم إناث) يشير إلى المقصد التوثيقي للناظم، كما هو الحال في التراجم[22].

               يُفهم من السياق أن الأولاد سيكون لهم ذكر لاحق في الأبيات القادمة، مما يُمهّد لمدحهم وتعريفهم.


فَإِمَامٌ شَعْرَانِيٌّ فِي الْبِدَايَةِ     يَمْضِي حَيَاتَهُ عَلَى الْإِمَامَةِ


الشَّرْح:

               فَإِمَامٌ: إشارة إلى الابن الذكر للشيخ نور رحمة، وقد سُمِّي “إمام”.

               شَعْرَانِيٌّ: يحتمل أمرين: نسبة إلى الشيخ عبد الوهاب الشعراني، الإمام الصوفي المعروف، مما يُفهم أنه على منهج تصوفي علمي. أو نسبة إلى اسم مركب مثل: “إمام شعراني”، وهو الأكثر احتمالًا في السياق.

               فِي الْبِدَايَةِ: أي منذ نشأته الأولى.

               يَمْضِي حَيَاتَهُ عَلَى الْإِمَامَةِ: يعيش في طريق الإمامة: في الدعوة و الصلاة، والعلم.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

أن الابن الذكر للشيخ نور رحمة يُدعى “إمام شعراني”، وقد نشأ منذ صغره على طريق الإمامة والهداية، ويُرجى أن يكون قدوة في العلم والدين.

 

 

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               يدل على النية الحسنة في التسمية، فاسم “إمام” يدل على التطلع للصلاح والقيادة في الدين[23].

               ذكر أنه “يمضي حياته على الإمامة” يدل على تربيته منذ الصغر على طريق العلم والدين[24].

               هذا من بر الوالد بأولاده بالدعاء والإحسان في الذكر.


وَأُلْفَةُ مَارِيَا الثَّانِيَةُ     مَنْ كَانَتْ نَبِيلَةً كَذَا رَصِينَةُ


الشَّرْح:

               وَأُلْفَةُ مَارِيَا: اسم البنت الثانية للشيخ نور رحمة – حفظه الله – وهي “ألفة ماريا”.

               الثَّانِيَةُ: أي أنها الابنة الثانية بعد “إمام شعراني”.

               مَنْ كَانَتْ نَبِيلَةً: أي التي كانت ذات حميدة ؛ أي شريفة الأخلاق، راقية النفس.

               كَذَا رَصِينَةُ: كذلك كانت رصينة، أي ذات وقار وثبات وهدوء عقلي.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

الابنة الثانية للشيخ نور رحمة تُدعى “ألفة ماريا”، وقد تحلت بالنبالة والرزانة، ما يدل على حسن تربيتها وسمو شخصيتها.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               اختيار الاسم “ألفة” يوحي بالتآلف والمودة، و”ماريا” قد يكون مستلهمًا من أسماء طاهرات التاريخ (مثل مارية القبطية أم إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم)[25].

               “نبيلة” و”رصينة” هما صفتان تمثلان التكامل بين الأخلاق والمزاج العقلي[26].

               الناظم يستمر في إبراز فضل الذرية الصالحة، وذكر محاسنهم، وهذا من حسن الأدب والاعتراف بالنعمة[27].


وَالثَّالِثَةُ رِسْنَا نُورُ فَضِيلَةٍ     مِنْ فَضْلِهَا بِلَا شَكٍّ وَرِيبَةٍ


الشَّرْح:

               وَالثَّالِثَةُ: الابنة الثالثة للشيخ نور رحمة.

               رِسْنَا: اسمها الأول.

               نُورُ فَضِيلَةٍ: اسمها الثاني (فَضِيلَةٌ من الفضيلة)، وهو يدل على النور الأخلاقي والصفاء الروحي[28].

               مِنْ فَضْلِهَا: أي أن هذا النور مستمد من أخلاقها العالية.

               بِلَا شَكٍّ وَرِيبَةٍ: توكيد بأن هذه الفضيلة لا يُرتاب فيها.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

أن الابنة الثالثة، وتدعى “رِسْنَا نُور فَضِيلَة”، تتميز بفضائل أكيدة وواضحة، وهي محل مدح وتقدير من والدها الناظم.

 

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               توظيف الاسم المركب ليحمل دلالة روحية “نور فضيلة” يعكس طموح الأبوين لتنشئة بنت صالحة.

               التوكيد بعدم الشك والريبة يدل على ثقة عالية في صلاحها[29].

               البيت يربط الاسم بالمضمون الخُلُقي، وهو أسلوب تربوي راقٍ[30].

 

 


وَالآخِرَةُ رِيسْدِيَانَا فَاطِمَةُ     تَبَرُّكًا لِلسَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ


الشَّرْح:

         •        وَالآخِرَةُ: أي الابنة الرابعة والأخيرة من أولاد الشيخ نور رحمة.

         •        رِيسْدِيَانَا فَاطِمَةُ: اسمها الكامل، و”فاطمة” هو اسمٌ ذو دلالة دينية عظيمة.

         •        تَبَرُّكًا لِلسَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ: أي إنما سُميت “فاطمة” تبركًا وتأسِّيًا بالسيدة فاطمة الزهراء بنت

                  رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

 

أن الابنة الرابعة تُدعى “ريسديانا فاطمة”، وسميت “فاطمة” تيمّنًا وتبركًا بالسيدة الزهراء رضي الله عنها، ما يدل على حب أهل البيت وتعلقهم بالقدوة النبوية.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

         •        تضمين اسم فاطمة الزهراء في الاسم يحمل دلالة حب السلف الصالح وأهل البيت[31].

         •        التبرك بالأسماء الصالحة سنة جارية في تاريخ الأمة، بشرط أن يقترن بالاقتداء بالسلوك

                  لا بالاسم فقط.

         •        الاسم يدل على حسن نية الوالدين وارتباطهم الروحي برسول الله وأهل بيته.


أَسَّسَ مَعْهَدًا بَرَكَاتُهُ مُنْهَمِرَةٌ     وَسَمَّاهُ مَعْهَدَ الْإِسْتِعَانَةِ مُفْتَخِرَةً


الشَّرْح :

·      أسَّسَ: أنشأَ، بَنى.

·      مَعْهَدًا: مؤسسة علمية أو دينية يُدرَّس فيها العلم.

·      بَرَكَاتُهُ: خيراتُهُ المتكاثرة، النفعُ المعنويّ والماديّ الخارج منه.

·      مُنْهَمِرَةٌ: متدفقة، مستمرة في الانسكاب (كالمطر الغزير).

·      سَمَّاهُ: أطلق عليه اسمًا.

·      الْإِسْتِعَانَةِ: طلب العون والمساعدة.

·      مُفْتَخِرَةً: حال من المعهد، أي معهدٌ يعتزّ بنفسه، أو حال من التسمية أي تسمية تدل على الفخر والرفعة.

المعنى الإجمالي:

أسّس الشيخ معهدًا تنهمر منه البركات والخيرات، وأطلق عليه اسم “الاستعانة”، وهو اسم مليء بالفخر والدلالة النورانية، لكونه مستمدًا من نصوص الوحي الشريف.

وأراد شيخُنا الجليل نور رحمة -حفظه الله- أن يكون للناس معقلُ علمٍ ونورٍ، فأسس هذا المعهدَ المبارك، الذي فاضت بركاته على طلابه، وسمّاه باسمٍ رباني جليل: معهد الاستعانة، تيمّنًا بقول الله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾[البقرة: 45][32].

وهذا الاسم ليس مجرد لافتة، بل هو مبدأٌ عقديّ وتربويّ، إذ إن الاستعانة بالله تعالى هي أساس كل إصلاح، وهي زاد الطالب في طريق العلم والمجاهدة.

المقصد من التسمية:

سمّاه “الاستعانة” لأنّ الشيخ يعلم يقينًا أن أكثر طلابه من الفقراء، والمناطق النائية، ومن لا يجدون سبيلاً ميسورًا إلى العلم. فجعل هذا المعهد عونًا لهم، وذراعًا ممدودةً من الرحمة، وإيواءً تربويًا لأبناء القرى والأطراف[33].

إنه مركز أُسِس على نية الإعانة لا التفاخر، وعلى نشر العلم لا على احتكاره، وعلى خدمة المحتاج لا انتظار المقابل. فهو “استعانة” من الناس بالله، واستعانة من الناس بعضهم ببعض، في سبيل نشر الخير والهدى[34].

عبارات أدبية:

فليست الاستعانة شعارًا بل رسالة.

وليس المعهد جدرانًا بل قلبٌ نابضٌ بأمل المستضعفين.

فالشيخ لم يبنِ حجارة، بل أقام منارًا في ليل الجهل.

فوائد إضافية:

         •        في هذه التسمية استحضار لمعنى التوكل الحقيقي.

         •        كما فيها بُعد اجتماعي، إذ تُجسّد خدمة الفقراء والمحرومين.

         •        وفيها غرس لقيمة الاعتماد على الله مع بذل الأسباب.


تَبِيعًا لِلْكِيَاهِي فِي الرَّصَانَةِ     وَفِي الرَّحْمَةِ وَالْجِهَادِ وَالْهِدَايَةِ


الشَّرْح:

               تَبِيعًا لِلْكِيَاهِي: أي اقتداءً بشيخه المربّي والعالم المرشد، المعروف في المنطقة بلقب “كياهي”، وهو اللفظ الجاوي لمصطلح “الشيخ”.

               فِي الرَّصَانَةِ: في الثبات العقلي، والحكمة في التعليم والتوجيه.

               وَفِي الرَّحْمَةِ: في اللين مع الطلاب، والشفقة على العامة، والحرص على صلاح الناس[35].

               وَالْجِهَادِ: في العلم والدعوة، لا بالسلاح، بل بجهاد الكلمة والتربية.

               وَالْهِدَايَةِ: أي في نشر نور الدين، وهداية الناس من ظلمات الجهل والضلال.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

سار الشيخ نور رحمة على خطى شيخه (الكياهي)، متمثلًا صفاته النبيلة: الرصانة الفكرية، الرحمة القلبية، الجهاد الدعوي، والهداية الروحية. فجمع بين العلم والعمل، وبين التربية والجهاد، مقتفيًا أثر الصالحين.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               الاتباع ليس شكليًا بل جوهرًا وسلوكًا.

               التوازن بين الرصانة والرحمة من أهم صفات الداعية الناجح.

               الجهاد في هذا السياق هو جهاد التأسيس والبناء والدعوة، لا العنف والقتال[36].

               فيه دلالة على الامتداد الروحي والتربوي بين الشيخ وتلميذه، ثم من التلميذ إلى المجتمع[37].

لمحة أدبية:

فَما كانَ الشَّيْخُ نُورٌ إِلَّا شُعْلَةً مِن شُعْلَةِ كِياهي،

وَقَدْ أَضاءَ بِها قُلوبًا، وَنُفُوسًا، وَدُرُوبًا…


أَزَالَ بِهِ ظَلَامَ السَّحَابَةِ     اقْتِدَاءً بِسُنَّةِ الصَّحَابَةِ


الشَّرْح:

               أَزَالَ بِهِ: أي بواسطة المعهد أو الدعوة التي أقامها.

               ظَلَامَ السَّحَابَةِ: استعارة عن الجهل الذي يُغشي العقول، كما تُغشي السحابةُ وجهَ الشمس.

               اقْتِدَاءً بِسُنَّةِ الصَّحَابَةِ: أي في إحياء الدين، وتعليم الناس، وتبليغ الرسالة، كما فعل الصحابة رضوان الله عليهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

ببركة معهد الاستعانة، ومجهودات الشيخ نور رحمة، تم إزالة ظلمات الجهل، والخرافة، والانحراف، وذلك على منهج الصحابة الكرام الذين كانوا أنوارًا في الظلمة، وهداة في التيه، ومصلحين في الأرض.

 

 

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               السحابة هنا ترمز إلى الجهل والضلال، والشيخ أزالها بالنور والعلم[38].

               الاقتداء بالصحابة يعني أن ما فعله ليس بدعة ولا هوى، بل امتداد لنهج خير القرون[39].

               الدعوة لا تقتصر على إلقاء الدروس، بل هي إزالةٌ للغشاوة عن القلوب والعقول[40].

عبارات أدبية :

كانَ النّاسُ في ظُلْمَةٍ، فَجاءَ النُّورُ يَسْري مِنَ الكَلِماتِ،

وكانَتِ العُقُولُ مُكَبَّلَةً، فَجاءَ الفَهْمُ وَالبَيانُ،
وكانَ الجَهْلُ كَسَحابَةٍ سَوْداءَ، فَشَقَّها نُورُ العِلْمِ اقْتِداءً بِأَصْحابِ مُحَمَّدٍ.
وَمَشَتِ الدَّعْوَةُ على خُطى الأَوْلِياءِ،
لا بِالسَّيْفِ، بَلْ بِالبَسْمَةِ،
لا بِالصَّوْتِ العالِي، بَلْ بِالقُلُوبِ السَّلِيمَةِ.
بَلْ قاعِدَةَ إِصْلاحٍ،
وَمَنْبَعَ نُورٍ،
وَأَرْضًا تُنْبِتُ فِيهَا بُذُورُ السُّنَّةِ، وَثِمَارُ الحِكْمَةِ.
بَلْ طَلَبَهُ بِدَعْوَةٍ فِي السَّحَرِ،
أَنْ يَكُونَ هٰذَا البَيْتُ نُورًا، لا سُورًا،
وَمَسْجِدًا فِي صُورَةِ مَعْهَدٍ،
تَعْمُرُهُ القُلُوبُ، قَبْلَ أَنْ تَمْلَأَهُ الأَجْسَادُ
وَمَا قِيمَةُ الكُتُبِ إِن لَمْ تُوَرِّثْ خَشْيَةً؟
فَكُلُّ حَرْفٍ لَا يَنْفَعُ، هُوَ حُجَّةٌ،
وَكُلُّ طَالِبٍ لَا يَطِيعُ، هُوَ قَاطِعٌ لِلطَّرِيقِ.
وَالنِّعْمَةُ وُدٌّ، فَإِنْ جَحَدْتَهَا صَارَتْ نِقْمَةً،
وَالْفِسْقُ خِيَانَةٌ، إِنْ سَكَنَ القَلْبَ أَفْسَدَ كُلَّ خَيْرٍ.
لَمْ يَطْلُبْ لِنَفْسِهِ مَدْحًا،
بَلْ رَجَاءً أَنْ يُكْتَبَ لَهُ الأَجْرُ،
وَلَهُ مِنْ خَلْفِهِ مِنَ الغَرْسِ الطَّيِّبِ.
وَسَكَتَ القَلَمُ، وَما سَكَتَ القَلْبُ،
فَبِاللهِ بَدَأْنَا، وَبِاللهِ نَخْتِمُ،
وَبَيْنَ البِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ… أضاء نُورٌ ورَحْمَةٌ،
كُتِبَ النُّورُ، وَسَرَى المَعْنَى،
فَلا قَلَمٌ نَفَعَ، وَلا نَظْمٌ وَقَعَ،
إِلَّا بِمَا أَذِنَ اللَّهُ، وَبِمَا بَارَكَ اللَّهُ.
إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لَنَا فِيكَ نَصِيبًا،
عَلَّ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ نُورَ "رَحْمَةَ" مِنْ بَقَايَا رَحْمَتِكَ،
وَأَنْ نُبْعَثَ تَحْتَ لِوَائِكَ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّكَ.
نداء موجّه إلى شيخنا "نور رحمة"، فيه تعظيم وتقدير لهذا الاسم الذي يحمل دلالة طيبة، ويتناسب مع أثره في النفوس.
أي نرجو أن يكون لنا نصيب من علمك، بركتك، دعائك، وهدايتك، وأن نكون من تلاميذك الذين ينتفعون بك دنيا وآخرة.
رجاء إلى الله أن يجعل النور الذي جاء من الشيخ "رحمة" هو أثر من رحمته وبركاته، أي أن الخير الذي يفيض من اسمه وعلمه هو امتداد لرحمة الله.
دعاء بأن نكون معه في الآخرة، تحت لوائه (أي طريقه ونهجه المبارك)، يوم القيامة حين لا يوجد أمان إلا في ظل من رضي الله عنهم، والمراد هنا أن يكون الشيخ "رحمة" من أهل الفضل الذين يُلحق الله بهم أهلهم وتلاميذهم.


وَفِي الْجَاوِي لِلْأَوْلِيَاءِ التِّسْعَةِ     مِنْ شُهْرِوْا بِالْقُلُوبِ السَّلِيمَةِ


الشَّرْح:

               فِي الْجَاوِي: أي في أرض جاوة، من أرخبيل إندونيسيا.

               لِلْأَوْلِيَاءِ التِّسْعَةِ: إشارة إلى “ Wali Songo” أو الأولياء التسعة، وهم الدعاة العظام الذين نشروا الإسلام في جاوة.

               مِنْ شُهْرِوْا: أي الذين عُرِفوا واشتهروا.

               بِالْقُلُوبِ السَّلِيمَةِ: أي الذين اتصفوا بصفاء النية، والرحمة، والإخلاص، والبعد عن الحقد والكبر.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

في أرض جاوة، سار الشيخ نور رحمة على خُطى الأولياء التسعة الذين فتح الله على أيديهم القلوبَ، وأدخلوا الناس في دين الله باللين والحكمة، واشتهروا بصفاء السريرة ونقاء القلب، فكانوا قدوةً في الدعوة بالحال والمقال.

 

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               في هذا البيت إشادة بتاريخ الإسلام في جاوة، وإحياء لذكر الدعاة الصالحين الذين بلغوا الرسالة بقلوب نقية[41].

               القلوب السليمة هي أساس القبول عند الله، كما قال تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: 89][42].

               الاقتداء بهم يعني اعتماد منهج الرحمة والحكمة في الدعوة، لا التشدد أو الغلظة[43].

لمسة أدبية:

في جاوَةَ طَهُرَتِ الأرْواحُ،


فَصَارَ الْمَعْهَدُ مِدَارًا لِلدَّعْوَةِ    عَلَى أُسُسٍ وَعُلُومِ أَهْلِ السُّنَّةِ


الشَّرْح:

               فَصَارَ الْمَعْهَدُ: أي تحوّل المعهد، بعد التأسيس والعمل، إلى مركزٍ فعّال.

               مِدَارًا لِلدَّعْوَةِ: أي مرجعًا ومحورًا لنشاطات الدعوة والتعليم والتوجيه.

               عَلَى أُسُسٍ: أي على قواعد متينة ومنهج مدروس.

               وَعُلُومِ أَهْلِ السُّنَّةِ: إشارة إلى العقيدة والمنهج الذي يُوافق طريق السلف الصالح وأهل السنة والجماعة، لا سيّما في الفقه، والعقيدة، والتزكية.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

تحوّل معهد الاستعانة إلى منارةٍ علميّة ودعويّة، تسير وفق منهج أهل السنة والجماعة، في العقيدة والسلوك والعبادة، فصار مأوىً لطالبي الحق، ومرجعًا في التصحيح والإصلاح.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               لا قيمة لمؤسسة علمية إن لم تكن على أُسس منهجية واضحة[44].

               دعوة بلا علم، أو علم بلا دعوة، كلاهما ناقص؛ والمعهد جمع بين الدعوة والعلم[45].

               التمسك بمنهج أهل السنة يضمن الاتزان، والسلامة من الانحراف العقدي أو الغلو السلوكي[46].

لمحة أدبية:

فَلَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ مَعْهَدٍ،


فَاللَّهَ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَعْمُورًا     نَافِعًا طَيِّبًا مَرْضِيًّا كَبِيرًا


الشَّرْح:

               فَاللَّهَ أَرْجُو: توجُّهٌ إلى الله بالدعاء، والرجاء أن يبارك هذا العمل.

               أَنْ يَكُونَ مَعْمُورًا: أي أن يبقى المعهد عامرًا بالبناء الظاهري والروحي، لا يخلو من طلابٍ ولا علمٍ.

               نَافِعًا: مفيدًا للناس في دينهم ودنياهم.

               طَيِّبًا: طاهر النية والمقصد، مستور الحال.

               مَرْضِيًّا: أي مقبولًا عند الله وعند أوليائه.

               كَبِيرًا: أي عظيم الأثر، واسع النفع، ذو مكانة بين المعاهد العلمية.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

يرجو الناظم من الله تعالى أن يجعل هذا المعهد المبارك عامرًا دائمًا، طيب الأثر، واسع النفع، مقبولًا في السماء والأرض، ذا شأن في خدمة الإسلام وأهله.

 

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               فيه إخلاص النية، فالناظم لم يمدح المعهد فقط، بل دعا الله له، وكأنّ البركة منوطة بعطاء الله وحده[47].

               اجتمعت صفات الدنيا والآخرة في هذا الدعاء: العمران، النفع، الطيب، القبول، والكبرى[48].

               الدعاء بالقبول أهم من البناء، لأن القبول من الله هو غاية كل عمل[49].

لمسة أدبية:

ما طَلَبَ العِزَّ بِالآجُرِّ وَالحَجَرِ،


وَأَنْ يَكُونَ طُلَّابُهُ نَافِعِينَ      طَيِّبِينَ طَائِعِينَ مُتَّقِينَ نَاجِحِينَ


الشَّرْح:

      وَأَنْ يَكُونَ طُلَّابُهُ: أي طلبة معهد الاستعانة.

      نَافِعِينَ: يُفيدون أنفسهم والناس بالعلم والعمل.

      طَيِّبِينَ: طهارة في القلب، ونقاء في الأخلاق.

      طَائِعِينَ: ملتزمين بطاعة الله ورسوله وأدب العلم.

      مُتَّقِينَ: متحلّين بخوف الله، مجتنبين المعاصي.

      نَاجِحِينَ: أي فائزين في الدنيا والآخرة، لا فقط في الامتحانات، بل في سُلوك الطريق إلى الله.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

يرجو الناظم أن لا يقتصر الخير على بناء المعهد، بل أن يمتدّ إلى طلابه، فيكونوا على صفاء القلب، وسمو السلوك، وإخلاص الطاعة، وصدق التقوى، وتمام النجاح، ليكونوا ثمرةً حقيقية للعلم النافع.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

      أعظم ما يُرجى من مؤسسة علمية: طلاب نافعون طائعون أتقياء[50].

      الجمع بين صفات الطيب والطاعة والتقوى والنجاح دليل على تكامل الشخصية الإسلامية[51].

      النفع لا يقتصر على العلم، بل يشمل الخدمة، والأخلاق، والدعوة، والعمل المجتمعي[52].

لمسة أدبية:

وَمَا فَائِدَةُ المَعْهَدِ إِن لَمْ يُخْرِجْ عَبْدًا نَافِعًا؟


غَيْرَ الْفَاسِقِينَ لِلْعِلْمِ الْكَاتِمِينَ    وَلَا مِنْ نِعْمَةِ رَبِّهِمْ كَافِرِينَ


الشَّرْح:

      غَيْرَ الْفَاسِقِينَ: أي أن لا يكون الطلاب من أهل الفسق، وهو الخروج عن طاعة الله بالجوارح أو بالقلب.

      لِلْعِلْمِ الْكَاتِمِينَ: الذين يكتمون العلم الذي تعلموه، ولا يُعلّمونه للناس، أو لا يعملون به، وهم ملعونون كما في الحديث.

      وَلَا مِنْ نِعْمَةِ رَبِّهِمْ كَافِرِينَ: أي لا يجحدون فضل الله، سواء بترك الشكر، أو بترك الاستفادة من النعمة، كنعمة العلم، والإسلام، والهداية.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

دعاء أن يُجنّب الله طلاب المعهد الفسق، وكتمان العلم، وكفران النعمة، فإن هذه الصفات تمحق بركة العلم وتُسقط العبد من عناية الله، وتُطفئ النور الذي في القلب.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

      لا يكفي أن يكون الطالب نافعًا، بل لا بد أن يبتعد عن الفساد الخفي والظاهر.

      كتمان العلم من كبائر الذنوب، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا﴾ [البقرة: 159][53].

      شكر النعمة يكون بالقول والعمل، لا بمجرد الاعتراف بها[54].

لمسة أدبية:

العِلْمُ نُورٌ، فَإِنْ كَتَمْتَهُ صَارَ حُجَّةً عَلَيْكَ،


وَأَنْ يُكْتَبَ الْأَجْرُ لِمَوْلَانَا     نُوْرِ رَحْمَةٍ وَأَتْبَاعِهِ شَيْخِنَا


الشَّرْح:

      وَأَنْ يُكْتَبَ الْأَجْرُ: دعاء بأن يُثيب الله تعالى بالثواب العظيم.

      لِمَوْلَانَا: أي لسيدنا وأستاذنا، وهذا تعبير توقير وتقدير.

      نُوْرِ رَحْمَةٍ: أي الشيخ الجليل نور رحمة، وهو محور هذه المنظومة.

      وَأَتْبَاعِهِ شَيْخِنَا: وأتباعه من تلاميذه ومحبيه، خاصة الذين ساروا على منهجه في العلم والدعوة.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

دُعاءٌ خالص بأن يُثيب الله تعالى شيخنا نور رحمة ومن تبعه بإحسان، من طلبة العلم والدعاة، ويجعل لهم نصيبًا من الأجر على جهودهم في العلم، والتربية، وخدمة الشريعة.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

      الدعاء للشيخ وأتباعه يدل على صدق المحبة والوفاء[55].

      هذا من بركة العلم: أن يبقى الأثر، ويُذكر صاحبه بالخير في المجالس والمنظومات[56].

      فيه ترسيخ لمعنى السلسلة العلمية والروحية، فالخير ينتقل من الشيخ إلى التلميذ ومنه إلى العالم[57].

لمسة أدبية:

شَيْخٌ بَذَرَ، فَأَنْبَتَتِ الأَرْضُ خَيْرًا،


قَدْ تَمَّتْ مَنْظُومَتُنَا الْقَصِيرَةُ    بِعَوْنٍ وَقُوَّةِ اللَّهِ الْمُنِيرَةِ


الشَّرْح:

      قَدْ تَمَّتْ: أي اكتملت وانتهت.

      مَنْظُومَتُنَا الْقَصِيرَةُ: إشارة إلى قِصر حجم المنظومة، لكن لا يمنع من عمق معناها.

      بِعَوْنٍ وَقُوَّةِ اللَّهِ: يقرّ الناظم بأن إتمام هذا العمل كان بفضل الله وحده، لا بقدرته الذاتية.

      الْمُنِيرَةِ: أي القوة التي فيها هداية، ونور، وتوفيق.

      المَعْنَى الإِجْمَالِي:

      يُعلن الناظم انتهاء المنظومة، مؤكدًا أن إتمامها لم يكن إلا بعون الله، الذي أنار قلبه، ووفقه للبدء والإتمام، تواضعًا وشكرًا.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

      الاعتراف بفضل الله في كل عمل هو من تمام الإيمان والتواضع[58].

      قصر النص لا ينقص من قيمته، فالعبرة بالمعنى لا بعدد الأبيات[59].

      يعلّمنا أن العلم والكتابة عبادة، تُختم بالحمد، كما بدأت بالحمد[60].

لمسة أدبية:

تَمَّتِ الحُرُوفُ، وَما انْتَهَى الدُّعَاءُ،

ببركاتِ شَيْخِينَا نورِ رَحْمَة


فَحَمْدًا لَهُ كَمَا فِي الْبِدَايَةِ     بِهِ أَخْتِمْ هَذِهِ الْمَنْظُومَةَ


الشَّرْح:

      فَحَمْدًا لَهُ: أي فالشكر والثناء لله تعالى، على توفيقه وتمام نعمته.

      كَمَا فِي الْبِدَايَةِ: كما ابتدأتُ هذه المنظومة بالحمد، فإني أختمها بالحمد أيضًا، تأسّيًا بسورة الفاتحة والسُّنَّة النبوية.

      بِهِ أَخْتِمْ: بالحمد والثناء على الله، لا بشكر النفس.

      هَذِهِ الْمَنْظُومَةَ: أي هذا العمل العلمي الدعوي المبارك.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

كما ابتدأ الناظم هذه المنظومة بالحمد والثناء على الله، يختمها بالحمد أيضًا، إقرارًا بأن الله هو البداية والنهاية، وبه التوفيق في كل أمر.

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

      يُستحب بدء الأعمال الصالحة بالحمد، وخَتمها بالحمد[61].

      الناظم متأدب مع الله، فلا ينسب الفضل إلى نفسه، بل إلى مولاه.

      هذا النوع من الختم يُعطي طابعًا عباديًا للعلم، لا مجردًا من الروح.

لمسة أدبية:

ما بَيْنَ "الحَمْدُ لِلَّهِ" وَ"الحَمْدُ لِلَّهِ"،


فَصَلِّ وَسَلِّمْ رَبِّي عَلَى الَّذِي     قُلْتَهُ فِي الْقُرْآنِ بِاسْمِ رَحْمَتِي


الشَّرْح:

               فَصَلِّ وَسَلِّمْ: دعاء إلى الله بأن يُكثر من الصلاة والسلام.

               رَبِّي: نداء تعبدي حميم، فيه تواضع وقرب.

               عَلَى الَّذِي: أي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

               قُلْتَهُ فِي الْقُرْآنِ: أي الذي وصفه الله في القرآن.

               بِاسْمِ رَحْمَتِي: إشارة إلى قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107] فهو نبي الرحمة، ومظهر اسم “الرحمة” في العالم.

المَعْنَى الإِجْمَالِي:

دعاء ختامي مبارك بأن يُصلي الله ويسلم على سيدنا محمد، رحمة الله المهداة، الذي وصفه القرآن بأنه رحمة للعالمين، وهو القدوة والمصدر الأعلى للرحمة التي سُمِّيَت هذه المنظومة نسبةً إليها.

 

الفَوَائِد وَالمَعَانِي:

               خَتم المنظومة بالصلاة على النبي من علامات قبول العمل.

               استحضار صفته في القرآن يؤكد على أن كل عمل علمي وتربوي يجب أن يكون على نهجه.

               ارتباط اسم الشيخ “نور رحمة” برسالة النبي “رحمة للعالمين” له دلالة عظيمة في المعنى الروحي والرسالي[62].

 

لمسة أدبية:

يَا مَنْ سُمِّيْتَ رَحْمَةً،

 

 

التوضيخ :

( يا مَن سُمّيتَ رحمةً )

( إنّا نسألك أن تجعل لنا فيك نصيبًا )

( علّ الله أن يجعل نور “رحمة” من بقايا رحمتك )

( وأن نُبعث تحت لوائك يوم لا ظل إلا ظلك )

بهذا نكون قد أتممنا شرح وتشكيل منظومة “رحمتية” كاملة، بتوفيق الله، وسُبحان من علم الإنسان ما لم يعلم.


الخاتمة

الحمدُ للهِ الذي بنعمتهِ تتمُّ الصالحات، وبفضلهِ تتجلَّى البركات، وبتوفيقهِ يُختَتمُ القول كما افتُتِح بالحمد والثناء، والصلاةِ على خير الأنبياء.

وقد وفّقنا اللهُ تعالى لإتمامِ هذا الشرحِ المتواضعِ على منظومة رحمتية، التي نظمها العلّامةُ أبو هشام الأزهري، تعريفًا بترجمةِ شيخِنا المكرم نورِ رحمة، رحمه الله تعالى، وجعل مقامه مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين.

وقد حاولنا في هذا الشرح بيان المعاني، وشرح الألفاظ، والإشارة إلى المقاصد، وإحياء السيرة، وربط الماضي بالحاضر، بروحٍ علميّةٍ ودعويّةٍ وتربويّةٍ، ترجو بها الأجر والنفع لا المدح ولا الذكر.

ومن غايات هذا الشرح:

               إبراز فضل العلماء العاملين،

               وغرس القدوة في نفوس الناشئة،

               وتعظيم شأنِ منارات العلم في القرى والمناطق المنسيّة،

               والتنويه برسالة معهد الاستعانة، الذي وُلد من رحم المعاناة، ليكون نورًا وهدايةً للفقراء والضعفاء وطلاب العلم الذين لم يجدوا مأوى ولا وسيلة.

نسأل الله أن يتقبّل هذا العمل، وأن يكتب أجره للناظم والمنظوم له، ولكل من قرأه أو شرحه أو علّمه أو نشره. كما نسأله تعالى أن يجعل هذا الشرح علمًا نافعًا، وصدقةً جاريةً، وسبيلاً إلى جنّاته العالية.

وصلّى الله على سيدنا محمد، النبيّ الرحمة، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا.

وآخر دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.


فهرس المحتويات

المقدمة :

      بيانات النشر والإخراج ……………………….……………. ص2

•          كلمة المؤلف………………………………………………… ص 4

•          منهج الشرح وأهدافه ………………………………………… ص 5

الباب الأول: سيرة الشيخ نور رحمة رحمه الله

1.         الاسم والنسب والنشأة ………………………………………… ص 6

2.         مرحلة التعليم والتكوين العلمي ………………………………….. ص 7

3.         التجربة الأمنية وخدمة الوطن ………………………………….. ص 9

4.         تأسيس معهد الاستعانة ……………………………………… ص 10

5.         الصفات الشخصية والمكانة الاجتماعية ……………………….. ص 11

6.         أسرته الكريمة ……………………………………………… ص 12

7.         الوفاة والخاتمة …………………………………………….. ص 13

الباب الثاني: شرح منظومة رحمتية

مدخل إلى المنظومة

•          مناسبة التأليف …………………………………………… ص 14

•          منهج الناظم وأسلوبه ……………………………………….. ص 15

شرح الأبيات

•          الفصل الأول: افتتاحية المنظومة والتعريف بالشيخ (1–6) …...…. ص 16

•          الفصل الثاني: النسب والمولد والتكوين العلمي (7–11) ………....... ص 22

•          الفصل الثالث: الأسرة والذرية المباركة (12–16) …………….. ص 27

•          الفصل الرابع: مناقب الشيخ الروحية والتربوية (17–21) ………… ص 31

•          الفصل الخامس: معهد الاستعانة ورسالته (22–25) …………….. ص 37

•          الفصل السادس: صفات الشيخ القيادية والدعوية (26–36) ……. ص 43

•          الفصل السابع: القيم العائلية والأسماء التربوية (37–43) …………. ص 48

•          الفصل الثامن: المعهد كمنارة علم ودعوة (44–47) …………… ص 53

•          الفصل التاسع: القيادة الروحية والاجتماعية (48–50) ………… ص 56

•          الفصل العاشر: دعاء ختامي وتوصية دعوية (51–النهاية) ……….. ص 58

الباب الثالث: الخاتمة والدعوات

•          كلمات ختامية ……………………………………………… ص 69

•          دعاء للمؤلف والناظم ………………………………………… ص 70

•          كلمة تقدير للشيخ نور رحمة ………………………………….... ص71

الفهارس

•          فهرس الآيات القرآنية ………………………………………. ص 72

•          فهرس الأحاديث النبوية ………………………….…………. ص73

•          فهرس الأعلام ………………………………….………… ص 73

•          فهرس الموضوعات ………………………………………… ص 74



[1] انظر: القرطبي، تفسيره عند قوله تعالى: “قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ”، فقد فسره بالنبي صلى الله عليه وسلم.

[2] انظر: البيهقي، الأسماء والصفات، باب “بيان معنى الرحمن والرحيم”.

[3] انظر: السيوطي، الخصائص الكبرى، باب “أسماؤه صلى الله عليه وسلم”.

[4] انظر: القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، عند سورة الصف: 6.

[5] انظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء، مقدمة الكتاب.

[6] انظر: ابن خلدون، المقدمة، في علم التراجم وأهميته.

[7] انظر: ابن الجوزي، صفوة الصفوة، باب “ذكر أولياء الله الصالحين”.

[8] انظر: النووي، المجموع، ج١، في فضل الربانيين والعلماء العاملين.

[9] انظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء، انظر: ترجمة الإمام أحمد بن حنبل، حيث يُعنَى بالتأريخ الدقيق لمواليد الأعلام. وانظر: السخاوي، الإعلان بالتوبيخ، باب: “فضل التأريخ وأهميته”.

[10] انظر: ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، عند ذكر الأنساب الشريفة.

[11] انظر: السمعاني، الأنساب، مقدمة الكتاب.

[12] انظر: الجويني، الإرشاد إلى قواطع الأدلة، في تقرير العقيدة الأشعرية.

[13] انظر: الشيخ زروق، قواعد التصوف، في ضبط السلوك الصوفي بأصول الشرع.

[14] انظر: النووي، المجموع، باب التعريف بمذهب الشافعي.

[15] انظر: الكلاباذي، التعرف لمذهب أهل التصوف، باب: “الصحبة والمشيخة”. وانظر: الشيخ عبد القادر عيسى، حقائق عن التصوف، فصل “أهمية الشيخ في التربية”. وانظر:الشيخ زروق، قواعد التصوف، القاعدة الرابعة: “لا تصح الطريقة إلا بشيخ”.

[16] انظر: الشيخ عبد القادر الجيلاني، الفتح الرباني، دروس في السلوك.

[17] انظر: الشيخ بهاء الدين نقشبند، رسائل السلوك، نقلاً عن تراث الطريقة.

[18] انظر: الجامي، نفحات الأنس، ترجمة مشايخ القادرية والنقشبندية.

[19] انظر: القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، عند قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا﴾ [الروم: 21]، حيث بيّن فضل الزوجة الصالحة.

[20] انظر: الإمام الغزالي، إحياء علوم الدين، كتاب “آداب النكاح”، فصل “المرأة الصالحة ودورها في الدين”. وانظر: ابن الجوزي، صفة الصفوة، في ذكر زوجات الصالحين وتأثيرهن.

[21] انظر: الرازي، التفسير الكبير، عند قوله تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [الكهف: 46]، في بيان فضل الذرية.

[22] انظر: الإمام النووي، رياض الصالحين، باب “فضل البنات”، حيث بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن من رزق البنات وأحسن إليهن نال الجنة.

[23] انظر: ابن القيم، تحفة المودود في أحكام المولود، باب “حسن التسمية وأثرها”. وانظر: النووي، شرح صحيح مسلم، عند حديث: “إنكم تُدْعَون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسِّنوا أسماءكم”.

[24] انظر: الشعراني، الطبقات الكبرى، لترى كيف ربط العلم بالإمامة والصلاح.

[25] انظر: ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، عند ترجمة “مارية القبطية”، لترى مكانة هذا الاسم.

[26] انظر: الماوردي، أدب الدنيا والدين، فصل في الرزانة والهيبة.

[27] انظر: الغزالي، إحياء علوم الدين، باب “في تربية البنات وغرس الحياء والرزانة”.

[28] انظر: ابن القيم، مدارج السالكين، في باب “الفاضلة في السير إلى الله”.

[29] انظر: الماوردي، أدب الدنيا والدين، فصل “الفضائل في بناء الشخصية المؤثرة”.

[30] انظر: إحياء علوم الدين، للغزالي، في بيان أثر النور الأخلاقي على السلوك.

[31] ابن سعد، الطبقات الكبرى، ترجمة السيدة فاطمة الزهراء، لبيان مكانتها. النووي، شرح مسلم، في باب “فضل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم”. الذهبي، سير أعلام النبلاء، في ترجمة فاطمة الزهراء رضي الله عنها.

[32] انظر: تفسير الطبري وابن كثير عند قوله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ [البقرة: 45]

[33] قول الشيخ نور رحمة في أحد مجلسته العلمية.

[34] انظر: الغزالي، إحياء علوم الدين، كتاب العلم، في باب تعليم الفقراء وأهل القرى. وانظر: ابن جماعة، تذكرة السامع والمتكلم، في باب تأسيس المراكز العلمية.

[35] انظر: النووي، في شرح مسلم، باب الرحمة بالأمة.

[36] انظر: ابن القيم، زاد المعاد، فصل في جهاد النبي ﷺ بالعلم والتعليم.

[37] انظر: الغزالي، إحياء علوم الدين، كتاب العلم، في معنى الاقتداء والتربية.

[38] انظر: ابن تيمية، الاقتضاء، في باب فضل الصحابة ودورهم في نشر الهداية.

[39] انظر: الشاطبي، الموافقات، في الحديث عن رفع الجهل عن العامة.

[40] انظر: البيهقي، شعب الإيمان، في فضل العلم وإزالة الجهل.

[41] انظر: نور خالد، تاريخ الدعوة الإسلامية في جاوة، دراسة عن الأولياء التسعة.

[42] انظر: القرطبي، تفسيره عند قوله تعالى: ﴿بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: 89]

[43] انظر: الشيخ عبد الله بن صديق الغماري، الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.

[44] انظر: ابن عبد البر، جامع بيان العلم، باب العمل بالعلم.

[45] انظر: الشافعي، الرسالة، في الربط بين العلم والدعوة.

[46] انظر: الطحاوي، العقيدة الطحاوية، في بيان منهج أهل السنة

[47] انظر: الفضيل بن عياض، في قوله: “أخلص العمل، فإن الله لا يقبل إلا الخالص”.

[48] نظر: القرطبي، تفسيره عند قوله تعالى: ﴿وَرَبَّنَا تَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾ [إبراهيم: 40]

[49] اانظر: الشافعي، في الأثر المشهور: “ما نفعني بعد التوحيد شيء مثل مجلس علم صالح”.

[50] انظر: ابن القيم، مفتاح دار السعادة، فصل في العلم النافع والعمل الصالح.

[51] انظر: النووي، رياض الصالحين، باب التقوى.

[52] انظر: ابن رجب، جامع العلوم والحكم، في شرح “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا…”

[53] انظر: ابن حجر، فتح الباري، في شرح حديث: “من سئل عن علم فكتمه…” انظر: الغزالي، إحياء علوم الدين، كتاب العلم، فصل في آفات كتمان العلم.

[54] انظر: الطبري، تفسيره للآية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا﴾ [البقرة: 159]

[55] ابن ماجه، في الدعاء للعلماء والصالحين: “اللهم اغفر لعلمائنا ورحمهم”.

[56] انظر: مسلم، في الحديث: “من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله”.

[57] الذهبي، سير أعلام النبلاء، في ترجمة العلماء الذين نفع الله بهم بعد موتهم.

[58] الغزالي، إحياء علوم الدين، باب في التواضع ونسبة الفضل إلى الله.

[59] انظر: القرطبي، تفسيره لآية: ﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ﴾ [هود: 88]

[60] السيوطي، في أدب المؤلفين، عن استحباب ختام المصنفات بالحمد أو الدعاء.

[61] ابن كثير، تفسيره للبسملة والحمد في سورة الفاتحة. السخاوي، في “القول البديع”، في استحباب افتتاح الأمور بالحمد. النووي، مقدمة المجموع، حول البدء بالحمد في كتب العلم.

[62] التفسير الكبير للرازي، في شرح معنى “الرحمة للعالمين”. القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، عند تفسير هذه الآية.


Tidak ada komentar:

Posting Komentar

×
Berita Terbaru Update