نص الحديث الكامل
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ
وفي رواية أخرى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَنَحْنُ نَتَحَاوَرْ فِي وَقْتِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ، فَقَالَ: "أَنْتُمْ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ؟" فَقُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "أَمَا إِنَّهُ قَدْ أُمِرْتُمْ أَنْ تَكُونُوا عَلَى هَذَا، وَقَدْ مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ".
التخريج الإجمالي
أخرجه الأئمة: البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه، والترمذي في سننه، والنسائي في سننه، وأبو داود في سننه، وابن ماجه في سننه، وأحمد في مسنده.
التخريج التفصيلي
وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب وقت صلاة العشاء؛ (1/447) (638) بلفظ مقارب.
وأخرجه الترمذي في سننه، كتاب الصلاة، باب ما جاء في تأخير صلاة العشاء؛ (1/382) (167) بلفظ مقارب.
وأخرجه النسائي في سننه، كتاب المواقيت، باب آخر وقت العشاء؛ (1/257) (535) بلفظ مقارب.
وأخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب في وقت العشاء؛ (1/123) (420) بلفظ مقارب.
وأخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الصلاة، باب في تأخير العشاء؛ (1/224) (692) بلفظ مقارب.
وأخرجه أحمد في مسنده؛ (3/9) (11062) بلفظه.
أبو سعيد الخدري
هو سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الْخُدْرِيُّ الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ، أَبُو سَعِيدٍ. توفي سنة 74 هـ. صحابي جليل، من كبار الصحابة، شهد الخندق وما بعدها من المشاهد، ولزم النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أحاديث كثيرة. كان من فقهاء الصحابة وله فتاوى. من شيوخه رسول الله صلى الله عليه وسلم. من تلاميذه ابنه عبد الرحمن، وعطاء بن يسار، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، ونافع مولى ابن عمر، وغيرهم. من مناقبه أنه من المكثرين من رواية الحديث، وأنه كان من المفتين بالمدينة بعد الصحابة الكبار. يراجع: ابن عبد البر، "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" (2/590)؛ ابن الأثير، "أسد الغابة في معرفة الصحابة" (2/334).
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
هو إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَبُو يَحْيَى. توفي سنة 132 هـ. تابعي ثقة، من رواة المدينة. روى عن أنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، وأم الدرداء، وغيرهم. وروى عنه مالك بن أنس، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وغيرهم. قال يحيى بن معين: "ثقة". وقال أبو حاتم الرازي: "صالح الحديث". وقال النسائي: "ثقة". وقال ابن حجر: "ثقة". الترجيح: اتفق الأئمة على توثيقه والإشادة بضبطه. خلاصة حاله: ثقة. يراجع: ابن أبي حاتم، "الجرح والتعديل" (2/217)؛ المزي، "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" (2/494)؛ ابن حجر، "تهذيب التهذيب" (1/215).
ابن شهاب الزهري
هو مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، أَبُو بَكْرٍ الْمَدَنِيُّ. توفي سنة 124 هـ. إمام الحفاظ، وعالم أهل المدينة، من كبار التابعين. روى عن أنس بن مالك، وعبد الله بن عمر، وعروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وغيرهم. وروى عنه مالك بن أنس، والأوزاعي، والليث بن سعد، وغيرهم. قال الإمام أحمد: "أحسن الناس حديثا الزهري". وقال ابن حجر: "فقيه حافظ متفق على جلالته وإتقانه، وهو من أثبت الناس". الترجيح: مجمع على توثيقه وإمامته في الحديث والفقه. خلاصة حاله: ثقة حافظ فقيه. يراجع: ابن سعد، "الطبقات الكبرى" (2/385)؛ الذهبي، "سير أعلام النبلاء" (5/326)؛ ابن حجر، "تهذيب التهذيب" (9/445).
عروة بن الزبير
هو عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الْأَسَدِيُّ الْقُرَشِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ. توفي سنة 94 هـ. تابعي جليل، من فقهاء المدينة السبعة، ثقة ثبت. روى عن عائشة أم المؤمنين (خالته)، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وغيرهم. وروى عنه ابن شهاب الزهري، وهشام بن عروة (ابنه)، وغيرهم. قال ابن سعد: "كان ثقة كثير الحديث فقيهًا عالمًا". وقال ابن حجر: "ثقة فقيه مشهور". الترجيح: مجمع على توثيقه وفقهه. خلاصة حاله: ثقة فقيه. يراجع: ابن سعد، "الطبقات الكبرى" (5/177)؛ الذهبي، "سير أعلام النبلاء" (4/316)؛ ابن حجر، "تهذيب التهذيب" (7/181).
عائشة أم المؤمنين
هي عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ. توفيت سنة 58 هـ. زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وأفقه نساء الأمة، ومن أكثر الصحابة رواية للحديث. كانت عالمة بالقرآن والسنة والشعر وأيام العرب. من شيوخها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوها أبو بكر. من تلامذتها عروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعمرة بنت عبد الرحمن، وغيرهم. من مناقبها أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم بصورتها في حريرة قبل أن يتزوجها، وأنها أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبيها. يراجع: ابن عبد البر، "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" (4/1881)؛ ابن الأثير، "أسد الغابة في معرفة الصحابة" (5/512).
مالك بن أنس
هو مَالِكُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْأَصْبَحِيُّ الْحِمْيَرِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَحِيُّ الْمَدَنِيُّ. توفي سنة 179 هـ. إمام دار الهجرة، شيخ الإسلام، إمام المذهب المالكي. روى عن نافع مولى ابن عمر، وابن شهاب الزهري، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وغيرهم. وروى عنه عبد الله بن يوسف التنيسي، والشافعي، ويحيى بن يحيى الليثي، وغيرهم. قال الشافعي: "مالك أستاذي، وعنه أخذت العلم". وقال أحمد بن حنبل: "مالك سيد من سادات أهل العلم، وهو إمام في الحديث والفقه". وقال ابن حجر: "إمام حافظ فقيه". الترجيح: مجمع على توثيقه وجلالته وإمامته في الحديث والفقه. خلاصة حاله: ثقة حافظ فقيه. يراجع: ابن سعد، "الطبقات الكبرى" (7/399)؛ الذهبي، "سير أعلام النبلاء" (8/65)؛ ابن حجر، "تهذيب التهذيب" (10/16).
عبد الله بن يوسف التنيسي
هو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. توفي سنة 218 هـ. ثقة، من أثبت الناس في مالك. روى عن مالك بن أنس، والليث بن سعد، وغيرهما. وروى عنه البخاري، وأبو زرعة الدمشقي، وغيرهم. قال أحمد بن حنبل: "ثقة". وقال أبو حاتم الرازي: "صدوق". وقال ابن حجر: "ثقة متقن". الترجيح: اتفق الأئمة على توثيقه. خلاصة حاله: ثقة متقن. يراجع: ابن أبي حاتم، "الجرح والتعديل" (5/256)؛ الذهبي، "سير أعلام النبلاء" (10/314)؛ ابن حجر، "تهذيب التهذيب" (6/67).
الحكم على الحديث
الحكم على الإسناد: هذا الإسناد صحيح. جميع رجاله ثقات أثبات، والإسناد متصل، والرواة عدول ضابطون، ولا يوجد شذوذ ولا علة.
الحكم على الحديث: الحديث صحيح، وقد اتفق على صحته الإمامان البخاري ومسلم، وهو مما احتج به الفقهاء في بيان وقت صلاة العشاء وفضل تأخيرها.
التعليق على الحديث
الحديث: "جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد ونحن نتحاور في وقت صلاة العشاء، فقال: أنتم على ما أنتم عليه؟ فقلنا: نعم يا رسول الله، قال: أما إنه قد أمرتم أن تكونوا على هذا، وقد مضى ثلث الليل الأول".
هذا الحديث يبين فضل تأخير صلاة العشاء إلى ثلث الليل الأول، أو قريبًا من ذلك. وفيه بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد أصحابه يتحدثون عن هذا الوقت، فأقرهم عليه، وأخبرهم أن هذا هو الوقت المأمور به أو المستحب.
معنى "مضى ثلث الليل الأول": يقصد به أن أفضل وقت لأداء صلاة العشاء يمتد حتى انقضاء الثلث الأول من الليل. والليل يبدأ من غروب الشمس وينتهي بطلوع الفجر الصادق. فإذا قسم الليل إلى ثلاثة أثلاث، فإن الثلث الأول يكون هو الجزء الأول من الليل. تأخير الصلاة إلى هذا الوقت فيه فضيلة، ولكن ليس على سبيل الوجوب، بل على سبيل الأفضلية لمن لا يشق عليه ذلك. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يراعي حال الناس، فإذا رأى منهم مشقة عجل، وإذا لم ير مشقة أخر.
هذا الحديث وغيره من الأحاديث التي تتحدث عن أوقات الصلاة وفضلها، تدل على أهمية المحافظة على أوقات الصلاة وأدائها في أفضل أوقاتها.
يراجع: ابن حجر، "فتح الباري شرح صحيح البخاري" (2/65)؛ النووي، "شرح صحيح مسلم" (5/144)؛ ابن رجب الحنبلي، "فتح الباري شرح صحيح البخاري" (2/305).

Tidak ada komentar:
Posting Komentar